استراتيجيات التدريس في مراكز مصادر التعلم
أنماط التعلم :
بشكل عام هناك ثلاثة بنى أو أنماط رئيسة من أساليب التعلم هي : -
أولا: التعلم التنافسي، وهنا يعمل الطلاب ضد بعضهم البعض، فنجاح أو فشل طالب يتناسب عكسيا مع نجاح أو فشل طالب آخر. في هذه البيئة التعلمية لا يجد الطالب سببا جوهريا يدعوه لمساعدة زميله.وطبقا لهذا النمط من التعلم يتم تصحيح أعمال الطلاب وفقا للمنحنى، حيث تنسب درجات الطلاب لأفضل طالب في الفصل تحديد علاقة أمين مركز مصادر التعلم بالمعلمين.
ثانيا: التعلم الفردي، وفي هذا النمط من التعلم يعمل الطلاب فرادى بقليل من التفاعل بينهم، كما أن نجاح أو فشل أي طالب مستقل عن نجاح أو فشل طالب آخر.هنا يتم تقويم الطالب وفق معيار معد مسبقا (كل من يحصل على 90% فما فوق يحصل على تقدير ممتاز0
ثالثاً : التعلم التعاوني، وهو النمط الأقل شيوعا وفي هذا النمط يعتمد نجاح أو فشل الطالب على نجاح أو فشل زملائه 0
التعلم : -
" يعرف التعلم بأنه : تغيير وتعديل في السلوك ثابت نسبياً وناتج عن التدريب . "
حيث يتعرض المتعلم في التعلم إلى معلومات أو مهارات ومن ثم يتغير سلوكه أو يتعدل بتأثير ما تعرض له ، وهو ثابت نسبياً بشكل عام .
فغالباً ما يكون هناك مجموعة من المعارف والمهارات تقدم للمتعلم ، فيكون التعلم عن طريق بذل ذلك المتعلم جهداً يحاول من خلاله تعلم تلك المعارف أو المهارات ومن ثم اكتسابها ، وللتحقق من معرفته لها عن طريق معرفة الفرق بين حالة الابتداء في الموقف وحالة الانتهاء منه ، فإذا زاد هذا الفرق في الأداء ضمن لنا ذلك حصول التعلم .
التعليم : -
ويعرف بأنه : العملية المنظمة التي يمارسها المعلم بهدف نقل ما ذهنه من معلومات ومعارف إلى المتعلمين ( الطلبة ) الذين هم بحاجة إلى تلك المعارف والمعارف .
وفي التعليم نجد أن المعلم يرى أن في ذهنه مجموعة من المعارف والمعلومات ويرغب في إيصالها للطلاب لأنه يرى أنهم بحاجة إليها فيمارس إيصالها لهم مباشرة من قبله شخصياً وفق عملية منظمة ناتج تلك الممارسة هي التعليم ، ويتحكم في درجة تحقق حصول الطلاب على تلك المعارف والمعلومات المعلم وما يمتلكه من خبرات في هذا المجال .
التدريس : -
ويعرف بأنه " عملية تفاعلية من العلاقات والبيئة لاستجابة المتعلم ( الطالب ) " حيث تمثل هذه الاستجابة أهمية جزئية لتحقق التعلم ، وهي التي يتم الحكم عليها في التحليل النهائي من خلال نتائج التدريس وهو ما يعرف بتعلم المتعلم .
ففي التدريس يتم تشكيل بيئة المتعلم بصورة تمكنه من تعلم ممارسة سلوك محدد أو الاشتراك فيه وفق شروط محددة أو كاستجابة لظروف محددة ( وهذا يعني : مجموعة المتطلبات التي ينبغي توافرها في موقف التعلم لكي يحدث التعلم المنشود ) .
فالتدريس بمثابة النشاط التواصلي بين الطالب والمدرس بهدف تحصيل خبرات معرفية واتجاهات وقيم وعادات ، ويتم ذلك في سياق سلسلة من المواقف والظروف والأحداث التي تشترطها عملية التدريس ، ويكون محتوى التواصل في هذه العملية بين المدرس والطالب مجموعة من الأسئلة تتمثل في : ماذا يدرس ؟ كيف يدرس ؟ متى يدرس ؟ .
ومن خلال ما ذكر عن التعلم والتعليم والتدريس يلاحظ التالي : -
= الطالب :
دوره في التعلم أنه مبادر إضافة إلى التصميم وتنظيم المعارف .
دوره في التعليم أنه متلقي مستمع متمثل لما يسمع مردد له كالببغاء .
دوره في التدريس أنه يتم تدريبه على ممارسة عمليات الانتباه والتذكر والتفكير والتنظيم والاستيعاب .
= المعلم :
دور المعلم في التعلم أنه منسق ومنظم ومعقب ومتابع للتحقق من تحقيق التعلم
دور المعلم في التعليم أنه ملقن إيجابي ، يتحدث طوال الحصة ، ملم بالمعرفة وخبيراَ بها .
دور المعلم في التدريس أنه منظم للخبرات والمواقف والأحداث ، ومعد للمهام التي سيتفاعل معها الطلبة ومستثير لدوافعهم . ونظريات التدريس ترى أن سلوك المعلمين هو أحد العوامل البيئية التي يحدث من خلالها تعلم الطلبة .
ويلاحظ التشابه إلى حد كبير في بعض عمليات التعلم والتدريس وهذا ما أوجب أن يقول التربويون أن نظريات التدريس تعتمد اعتماداً كبيراً على نظريات التعلم
التعلم التعاوني
تعريف التعليم التعاوني:
يعرف التعليم التعاوني على أنه "استراتيجية تدريس تتضمن وجود مجموعة صغيرة من الطلاب يعملون سويا بهدف تطوير الخبرة التعليمية لكل عضو فيها إلى أقصى حد ممكن".
ويعرف التعليم التعاوني بأنه " استراتيجية تدريس تتمحور حول الطالب حيث يعمل الطلاب ضمن مجموعات غير متجانسة لتحقيق هدف تعليمي مشترك”
وفي إطار وصف التعلم التعاوني يشار إلى أن الطلاب يشعرون أحيانا بالعجز أو باليأس و بالإحباط، وعندما تتهيأ لهم الفرصة ليعملوا مع زملاء لهم ضمن فريق عمل فإن ذلك يفتح لهم نوافذ من الفرص ويعطيهم الأمل ويجعلهم يشعرون أنهم أكثر قدرة والتزاما نحو عملهم . وفي هذا الشأن يشير كثير من التربويين إلى أن الموقف التعليمي لا بد أن يصبغ بطابع تعاوني حيث يقول أحدهم " إذا أريد للفصول أن تكون أماكن حيث يبدي الطلاب اهتماما ببعضهم البعض ، ويظهرون التزامهم نحو نجاح كل منهم فلابد أن يكون الموقف التعليمي ذا طابع تعاوني .
عناصر التعلم التعاوني
- المشاركة الإيجابية بين الطلاب:
يجب أن يشعر جميع أعضاء المجموعة بارتباطهم حيال نجاح وفشل شركائهم. وما لم يشعر الطلاب بأنهم إما أن يغرقوا جميعا أو ينجو جميعا فلا يمكن أن يوصف الدرس بأنه "تعاونيا".ليكون الموقف التعليمي تعاونيا يجب أن يدرك الطلاب أنهم يشاركون إيجابيا زملاءهم في مجموعتهم التعليمية. المشاركة الإيجابية تشجع الطلاب على مراقبة زملاءهم في المجموعة ومساعدتهم ليحققوا تقدما تعليميا .
- التفاعل المعزز :
يقصد بالتفاعل المعزز قيام كل فرد في المجموعة بتشجيع وتسهيل جهود زملائه ليكملوا المهمة ويحققوا هدف المجموعة . ويشمل ذلك أيضا تبادل المصادر والمعلومات فيما بينهم بأقصى كفاءة ممكنة وتقديم تغذية راجعة فيما بينهم .
- إحساس الفرد بالمسئولية : -
إحساس الفرد بمسئوليته تجاه أفراد المجموعة: وهو ما يعني استشعار الفرد مسئولية تعلمه وحرصه على إنجاز المهمة الموكلة إليه إضافة تقديم ما يمكنه لمساعدة زملائه في المجموعة. الأفراد هنا لا يستشعرون مسئوليتهم أمام المعلم فقط بل وأمام رفاقهم .
- المهارات الاجتماعية:
إن وضع طلاب غير ماهرين اجتماعيا ضمن مجموعة تعلم ومطالبتهم بالتعاون مع زملائهم لن يحقق نجاحا يذكر. يجب أن يتعلم الطلاب مهارات العمل ضمن مجموعة والمهارات الاجتماعية اللازمة لإقامة مستوى راقٍ من التعاون والحوار، وأن يتم تحفيزهم على استخدامها.
- تفاعل المجموعة :
إذا كان للطلاب في مجموعات التعلم التعاونية أن يحققوا إنجازا فيجب أن يعملوا مع بعضهم بأقصى كفاءة ممكنة. يتطلب التعلم التعاوني أن يتأمل أفراد المجموعة فيما إذا كان ما اتخذوه من إجراءات كان مفيدا أم لا . الهدف هو تطوير فاعلية إسهام الأعضاء في الجهد التعاوني لتحقيق أهداف المجموعة.
الفرق بين التعليم الجماعي والتعلم التعاوني:
1- التعلم التعاوني مبني على المشاركة الإيجابية بين أعضاء كل مجموعة تعلم تعاونية . وتبنى أهداف التعلم التعاوني بحيث يبدي الطلاب اهتماما بأدائهم وأداء كل أعضاء المجموعة..القيام بعمليات الإعارة ومتابعة استرجاع ما أُعير من مصادر التعلم.
2- في التعلم التعاوني تظهر وبصورة واضحة مسئولية كل عضو في المجموعة تجاه بقية الأعضاء. في التعلم التقليدي لا يعتبر الطلاب مسئولين عن تعلم بقية زملائهم ولا عن أداء المجموعة عموما. .إعداد التقارير الإحصائية المطلوبة.
3- مجموعة التعلم التعاوني يتباين أعضاؤها في القدرات والسمات الشخصية، في حين تكون أعضاء مجموعة التعلم التقليدية متماثلة في القدرات.
4- في مجموعات التعلم التعاونية يؤدي كل الأعضاء أدوارا قيادية، أما في مجموعة التعلم التقليدية فالقائد يتم تعيينه وهو المسئول عن مجموعته.
5- مجموعات التعلم التعاوني تستهدف الارتقاء بتحصيل كل عضو إلى الحد الأقصى إضافة إلى الحفاظ على علاقات عمل متميزة بين الأعضاء . في التعلم التقليدي يتجه اهتمام الطلاب فقط نحو إكمال المهمة المكلفين بها.
6- في مجموعات التعلم التعاوني يتم تعليم الطلاب المهارات الاجتماعية التي يحتاجون إليها ( القيادة، بناء الثقة، مهارات الاتصال، فن حل خلافات وجهات النظر ) ، أما في التعلم التقليدي فإن مثل هذه المهارات يفترض وجودها عند الطلاب ـ وهو غالبا غير صحيح ـ.
7- في مجموعات التعلم التعاوني نجد المعلم دائما يلاحظ الطلاب ، ويحلل المشكلة التي ينشغل بها الطلاب ويقدم لكل مجموعة تغذية راجعة حول أدائها. في التعلم التقليدي نادرا ما يتدخل المعلم في عمل المجموعات.
8- في التعلم التعاوني يحدد المعلم للمجموعات الإجراءات التي تمكنهم من التأمل في فاعلية عملها ، في حين لا ينال مثل هذا الأمر اهتمام المعلم في مجموعات التعلم التقليدية.
مكاسب التعلم التعاوني
1- ارتفاع معدلات تحصيل الطلاب وكذلك زيادة القدرة على التذكر
2- تحسن قدرات التفكير عند الطلاب .
3- زيادة الحافز الذاتي نحو التعلم .
4- نمو علاقات إيجابية بين الطلاب .
5- تحسن اتجاهات الطلاب نحو المنهج، التعلم ، والمدرسة .
6- زيادة في ثقة الطالب بذاته .
7- انخفاض المشكلات السلوكية بين الطلاب .
8- نمو مهارات التعاون بين الطلاب مع غيرهم .
التعلم الذاتي
تعريف التعلم الذاتي :
هو النشاط التعلمي الذي يقوم به المتعلم مدفوعاً برغبته الذاتية بهدف تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته بما يحقق تنمية شخصيته وتكاملها ، والتفاعل الناجح مع مجتمعه عن طريق الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته في عملية التعليم والتعلم وفيه نعلم المتعلم كيف يتعلم ومن أين يحصل على مصادر التعلم .
أهمية التعلم الذاتي :
(1) إن التعلم الذاتي كان وما يزال يلقى اهتماما كبيراً من علماء النفس والتربية ، باعتباره أسلوب التعلم الأفضل ، لأنه يحقق لكل متعلم تعلما يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم ويعتمد على دافعيته للتعلم 0
(2) يأخذ المتعلم دورا إيجابيا ونشيطاً في التعلم .
(3) يمّكن التعلم الذاتي المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة .
(4) إعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم .
(5) تدريب التلاميذ على حل المشكلات ، وإيجاد بيئة خصبة للإبداع .
(6) إن العالم يشهد انفجارا معرفيا متطورا باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم وطرائقها مما يحتم وجود استراتيجية تمكن المتعلم من إتقان مهارات التعلم الذاتي ليستمر التعلم معه خارج المدرسة وحتى مدى الحياة .
أهداف التعلم الذاتي :
(1) اكتساب مهارات وعادات التعلم المستمر لمواصلة تعلمه الذاتي بنفسه .
(2) يتحمل الفرد مسؤولية تعليم نفسه بنفسه .
(3) المساهمة في عملية التجديد الذاتي للمجتمع .
(4) بناء مجتمع دائم التعلم .
(5) تحقيق التربية المستمرة مدى الحياة .
مقارنة بين التعليم التقليدي والتعلم الذاتي :
التعلم الذاتي التعليم التقليدي مجال المقارنة
محور فعال في التعلم متلق سلبي 1- المتعلم
يشجع الابتكار والإبداع ملّقن 2- المعلم
متنوعة تناسب الفروق الفردية واحدة لكل المتعلمين 3- الطرائق
متعددة ومتنوعة سمعية بصرية لكل المتعلمين 4- الوسائل
التفاعل مع العصر والهيئة وسيلة لعمليات ومتطلبات 5- الهدف
يقوم به المتعلّم يقوم به المعلم 6- التقويم
أنماط التعلم الذاتي :
1- التعلم الذاتي المبرمج .
2- التعلم الذاتي بالحاسب الآلي .
3- التعلم الذاتي بالحقائب والرزم التعليمية
4- برامج الوحدات المصغرة .
5 - برامج التربية الموجهة للفرد .
6- أسلوب التعلم للإتقان .
7- مراكز التعلم الصفي .
منقول من ورقة عمل مقدمة من مدير مركز التقنيات والتعيم في محافظة جدة الاستاذ عبدالعزيز الخبتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق