الأحد، 2 يناير 2011

حصص «عنكبوتية» على الهواء !

بسم الله الرحمن الرحيم



قبل قليل تصفحت جريدة شمس عثرت على تحقيق يتهم بتقنية نقل الحصص المدرسية إلى الهواء مباشرة ن فأحببت أن أنقلها لكم :

البداية لم تكن سوى «جلسة عائلية»، كان فيها معلم الابتدائية، بمثابة مخرج الحفل، بعيدا عن أي فلاشات، أو كاميرات إعلامية، أو قنوات إخبارية.

من الموقع العائلي ترجم معاني الود والحب للجميع، من خلال تخليد الذاكرة، لمن فاتتهم جلسة الأحباب، ولمن بقوا بعيدا خلف التلال أو الهضاب أو حتى ما وراء البحار.

الجميع شاهد الحفل العائلي، واستمتع برؤية المحبين من على بعد، فكان التواصل والتلاحم وسط عائلة ما.
لكن المعلم الذي يداوم يوميا بمدرسة الزبرقان بن بدر الابتدائية في جدة، اعتقد أن مشواره بدأ، فأخذ الفكرة من الملتقى العائلي، وترجمها «لما ينفع الناس».



بعد المناسبة العائلية للمعلم محمد بن فريحان الحارثي، بدأت الفكرة تراوده: «لماذا لا أخرج من الحيز الضيق إلى الحيز الأوسع؟ لماذا لا يتم تعميم الفكرة بشكل أو بآخر؟».

ولم تمر أيام معدودات، إلا وانطلق بث حي، من غرفة صغيرة في مدرسة الزبرقان، حيث الصف الثاني الابتدائي.

اعتقد الطلاب في البداية أن معلمهم يجري اختبارا عمليا، أو تمرينا اعتياديا، ينتهي بنهاية الحصة، ورنين جرس المدرسة، لكن الأمر طال، فبدأت الأنظار تتجه نحوه، والتفكير فيما يقدمه، ليعلنها المعلم: «من أراد مراجعة الدروس، عليه مراجعة الموقع على الإنترنت، وأولياء الأمور أيضا بإمكانهم متابعتكم داخل الفصل من خلال الإنترنت».

طار الأولاد فرحين بالخبر، وزفوا البشرى لأولياء الأمور، بعيدا عن أي هواجس أخرى؛ لأن كل همهم رؤية صورهم على الإنترنت بعيدا عن أجواء المدرسة.

صدى أولي
توقع المعلم الحارثي النجاح، لكنه طار فرحا أيضا بالتفاعل الكبير الذي لمسه من أولياء الأمور «ما لمسته منهم من تفاعل كبير، وحرص على متابعة أبنائهم، حفزني على الاستمرار؛ لذلك أصبح وجوده في المنزل لا يثير قلقنا لفوات الدروس، ومن الثمرات هناك تبادل للخبرات بين المعلمين، حيث تمت مراسلتي عبر البريد الإلكتروني الموجود على الموقع من كافة مدن المملكة يدلون ببعض الملاحظات، وأيضا الإيجابيات وهذا الشيء رائع جدا، وكذلك استفادوا من الجوانب التي تطرقت إليها في الدرس والتي كانت نفعا لهم لاكتساب الخبرات».


 

6 آلاف زائر
ولعل ما يميز الفكرة أن الطالب عند تصوره برؤية أقاربه لتفاعله داخل الفصل، يتضاعف جهده وحرصه على التفاعل المتواصل مع الدرس «وجدت على سبيل المثال من خلال الموقع، دخول عدد من الزائرين من دول عربية وأجنبية؛ ما أثار اهتمامي، خاصة أن الدروس باللغة العربية وليست بالإنجليزية، علمت أن أقارب بعض الطلاب مبتعثون في الخارج يشاهدونهم على الهواء».
وفي أقل من أسبوعين على بدء البث، تجاوز عدد الزيارات ستة آلاف زائر بمعدل 400 زائر يوميا»، بغض النظر، عن تكرار الزيارة، حيث الزيارات المكررة وصلت لعشرات الآلاف «فكنت أبث مباشرة وهناك دردشة كتابية جانبية للزائر للتحدث مباشرة معي، لإلقاء الضوء على الإيجابيات والسلبيات فوجدت ثناء ولله الحمد من كافة الزوار».

بقية الفصول وإذا كان التحدى الأصغر تعداه المعلم، فإن التحدي الأكبر يتمثل في الإجابة عن السؤال: ماذا عن بقية الفصول؟ يعترف الحارثي «وجدت حرجا كبيرا من بقية أولياء الأمور، الذين أبناؤهم في فصل آخر، لا تتوافر فيه خدمة البث المباشر؛ لذلك هناك اتصالات تردني بطلب نقل بعض الطلاب من قبل أولياء أمورهم إلى الفصل لمتابعة أبنائهم، لكنني حاولت تمرير الأمر، بأنه في إمكانهم متابعة الدروس إلكترونيا، في حالة غياب الأبناء، أو عدم فهمهم الشرح في المدرسة، في إطار الخطة الموحدة للتدريس والمعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم». لكن البعض اعتبر تجربة الحارثي ليست إلا نموذجا مكررا موجودا فعليا في بعض المدارس؛ فالكاميرات تنتشر في كل موقع، ما الغرابة التي جعلت هناك ضجة إعلامية تصاحب الحدث، إلى الدرجة التي تابعها مدير التعليم في المنطقة، يجيب المعلم: «لا أنكر أن بعض المدارس ضمت في جنباتها الكاميرات مبكرا، لكنها لم تكن إلا كاميرات مراقبة حسب علمي، وما قمت به بث، وليست كاميرات تنقل الحركة في الفناء وممرات المدرسة، وبث الدروس يعد للمرة الأولى على مستوى المملكة».

جانب سلبي
ولأن الطلاب ما زالوا في مرحلة الإعجاب بالفكرة، وبظاهرة الكاميرات، وبسطوع صورهم الشخصية، فإن التربويين اعتبروا الانعكاسات السلبية تتمثل في الجانب الآخر من الكاميرات، والتي تظهر ضعف تجاوب بعض الطلاب مع الدروس؛ ما ينعكس سلبا على استمرار الأداء، لكن المعلم صاحب الفكرة، رفض اعتبار الكاميرات رقابية، سواء على الطالب أو المعلم، وإن كانت في صورة تعليمية «لا شك أن الفكرة إيجابية، وربما تكون أبلغ مقارنة مع السلبيات، والتي تكاد تكون معدومة تماما، حيث وجدت حفاوة بداية من مدير المدرسة إلى مدير مكتب التعليم بالصفا، الذي وجه وشجع بتعميمها على المدارس، لتحقيق أهداف تربوية، إضافة إلى دعم مدير التعليم في محافظة جدة وزيارته للفصل، وكان حافزا كبيرا لي وللطلاب، عن معرفتهم بالاهتمام من قبل المسؤولين، وكذلك وردني عدد من الاتصالات من كافة مدن المملكة تود تطبيق هذه الفكرة، وأشيد أيضا باتصال مدير تعليم الدوادمي، من هنا يبرز ترحيب أكثر المعلمين بتطبيقها».

أما على الصعيد الرقابي، فلا يعتقد المعلم أنها كذلك «أرتب الفصل أولا قبل البث الحي، وأبلغ الطلاب بأننا سنظهر في الشريط؛ ما يجنبنا انتهاك الخصوصيات، كما أنه لا يتم تسليط الضوء على كل ما في الفصل لحماية هذه الخصوصية».

ضغط وتكلفة
وفيما بدت الفكرة تأخذ منحى جيدا من المتابعة، برزت على السطح كيفية مواجهة ضغط الزوار، والذي يرى المعلم الحارثي أنه تم في البداية سحب عدد من البرامج الحديثة تقوم بنقل الصورة الجيدة، وحفظها في الموقع والتي تكون بحجم بسيط، حتى لا تأخذ مساحة كبيرة لتوفير أكبر عدد من الشروحات.ولأن التجربة في بدايتها، لم تتجاوز تكلفة الكاميرا الأولية 70 ريالا «وتطور الأمر حتى وفرت كاميرا بقيمة خمسة آلاف ريال، وكاميرات إضافية على الجوانب وتوصيلات كهربائية، وجهاز حاسب آلي مع توصيل خدمة الإنترنت، فتراوحت التكلفة الإجمالية بين تسعة وعشرة آلاف ريال، لتوفير أفضل بث، خاصة أننا تأكدنا أن المشروع يحتاج إلى كاميرتين حديثتين تصل قيمة الواحدة إلى 800 ريال، والآن بدأ المشروع يأخذ مسار الجدية».

وعما إذا كان تلقى دعما ماليا من الوزارة، في أعقاب الفكرة، بين أن «الوزارة ممثلة بإدارة التربية والتعليم لا تتوانى في دعم أي مشروع يخدم العملية التربوية، وتأكد أن التكاليف ليست صعبة على أي معلم يريد تطبيق الفكرة وأود أن أذكر مثالا عن زيارة أحد المشرفين التربويين للمدرسة، حيث أعجب بالفكرة فأخذني إلى مدير المدرسة ووضع مبلغ 1000 ريال من جيبه الخاص لدعم المشروع، كما رأيت تفاعل مدير التعليم عندما تابع ثلاث حصص كاملة من مكتبه، فهذه المتابعة دفعتني خطوات كبيرة، بعدما كنت أنوي عرض الفكرة عليه، لكنه بادر بزيارتي لتأكيد دعمه».

 بانتظار تعليقاتكم


هناك 3 تعليقات:

saud يقول...

جزاك الله خير اخوي مرزوق
على هذا الموضوع الممتاز

ابوخالد الدوسري يقول...

فعلا حافز فعال لتفاعل ابنائناالطلاب موضوع شيق وجميل

majed alrebdi يقول...

فكرة جميلة ولها مردود إيجابي على الطلاب,
فالطالب باستطاعته الحضور على الخط حتى وإن حكمت عليه الظروف البقاء في بيته,
كذلك يستطيع ذوو الطالب متابعته داخل الصف أول بأول.
لكن لها سلبيات يمكن تجاوزها .