أنقل لكم جزء من مقال د. الطيب أحمد حسن هارون عن رؤيته حول استخدام الحاسب في التعليم
إنّ تطوير التعليم و رفع مستواه يظل قاصراً عن غاياته إذا لم يقترن بالتخطيط الدقيق و التنفيذ الحكيم و التقويم الشامل لكامل العملية التعليمية وفق منهجية منظمة تقوم علي البحث في التعلم في فروع المعرفة المختلفة و توظيف جميع الإمكانات المتاحة في سبيل حل مشكلات التعليم وزيادة عطائه ومردودا ته. و يعتبر الحاسوب من أهم معطيات التكنولوجيا المعاصرة و الواعدة بتقديم مساهمات كبيرة في مقابلة متطلبات التعليم و تحدياته في عصر يتمحور حول التكنولوجيا .
و بدأ استخدام الحاسوب في التعليم في بدايات القرن العشرين الميلادي من خلال أعمال العالم بريسي، أما الأسس النظرية فقدمها عالم النفس الأمريكي سكنر بنظريته المعروفة باسم الاشراط الإجرائي في بداية الخمسينات من القرن العشرين و التي قادته إلى ابتكار التعليم المبرمج الذي طُبِّق في العديد من الوسائط التعليمية . و قد استخدم الحاسوب في التعليم في بادئ الأمر في الأعمال الإدارية المدرسية و في البرامج العلاجية لبعض الطلاب في الرياضيات , و قادت الفوائد التي حققها هذا الاستخدام إلي تزايد تطبيقاته في مجال التعليم .
و قد شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بإدخال الحاسوب و معطيات تكنولوجيا الاتصالات بغية تحسين مخرجات المنظومة التعليمية واستثمار قدرات و إمكانات الأفراد في تنمية ذاتهم و مشاركتهم الفعالة في تقدم المجتمع ورخائه . إلا أن استخدام الحاسوب في التعليم يعتمد علي توافره وتوافر مقومات استخدامه الأخرى, إضافة إلي التدريب علي استخدامه بفاعلية, والوعي بأهميته و دوره و محدداته. و تتناول هذه الورقة رؤية حول استخدام الحاسوب في التعليم .
مفاهيم الحاسوب في التعليم
يشير مصطلح الحاسوب في التعليم إلي أي استخدام للحاسوب في حقل التربية و التعليم و يتضمن جانبين أساسيين هما : الحاسوب كموضوع للتدريس و الحاسوب كوسيلة للتدريس .
الحاسوب كموضوع للتدريس : يعني تدريس الحاسوب كمادة تعليمية شأنه شأن المواد الدراسية الأخرى , بهدف إكساب الأفراد المعلومات و المهارات اللازمة للتعامل مع الحاسوب كنُظُم التشغيل و البرمجة.. بهدف إعداد الأفراد لمهام تتطلب التعامل مع الحاسوب. ( Lovin ,H,1984,p20 )
الحاسوب كوسيلة للتدريس : يتضمن كل استخدامات الحاسوب في الحقل التربوي أو التعليمي ما عدا استخدامه كموضوع للتدريس أو هدف في ذاته. (Kulic,J,1983,P19 ).
بينما تقسِّم باربارا سيلز و ريتا ريتشي ( 1989, ص,78) تطبيقات الحاسوب كوسيلة تعليمية إلي قسمين هما ؛ التعليم المعتمد علي الحاسوبComputer Based Instruction (CBI) والتعليم المدار بالحاسوب Managed Instructions (ComputerCMI), و تُعرِّفان التطبيقات التعليمية المعتمدة علي الحاسوب بأنها طرق لإنتاج المواد أو نقلها إلي المتعلمين باستخدام المعالج الدقيق. لكن يتفق عدد من الباحثين على أن مصطلح التعليم المعتمد علي الحاسوب((CBIمصطلح واسع و يشير إلي أي استخدام للحاسوب في الحقل التربوي أو التعليمي , بينما مصطلح التعليم بمساعدة الحاسوب (CAI) مصطلح أكثر تحديداً و يشير إلي التطبيقات التي تُصمم عادةً لمساعدة الطالب علي التعلم و تؤثر بصورة مباشرة علي التحصيل الدراسي للطالب؛ في حين أن التعليم المدار بالحاسوب (CMI) يتضمن التطبيقات التي تصمم عادة لمساعدة المدرس علي التدريس ؛ و يؤثر فيها استخدام الحاسوب بصورة غير مباشرة علي تعلم الطالب .
(نقلا عن )(مجلة مركز البحوث التربوية – العدد السابع - 1427)
هناك تعليقان (2):
اوفقك الراي يابو عبدالعزيز فعلا ان الامية ليست امية القراءة ولكن الامية من لا يعرف بالحاسب الالي وتشكر على هذا الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعني ويثلج صدري ما رأيت من تعليقات في هذه المدونة وآمل الإستمرار بعد نهاية برنامج الدبلوم .
إرسال تعليق