السبت، 1 يناير 2011

تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني

تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني

مقدمة:

استخدم الإنسان التقويم بصوره المختلفة و أساليبه المتنوعة منذ كانت هناك أمامه غايات يريد الوصول إليها وآمال يسعى إلى تحقيقها، ويعتبر التقويم أحد العناصر المهمة المكونة لمنظومة المنهج، وأساسًا من مقومات العملية التعليمية؛ نظرا لما للتقويم من دور هام و أهمية كبرى في مجال تطوير التعليم . والتقويم ليس غاية بذاته ولكنه وسيلة ترمي إلى تحسين العملية التعليمية، وهو ليس عملية ختامية تأتي في آخر مراحل التنفيذ؛ ولكنه عملية مستمرة تصاحب العملية التعليمية تخطيطًا و تنفيذاً و متابعة، ولذا فإنه ينقسم إلى أنواع أربعة هي:
1. التقويم القبلي ( قبل بدء العملية التعليمية ) ويهدف إلى تحديد درجة امتلاك الطالب لمجموعة من المهارات اللازمة للتعليم الجديد.
2. التقويم البنائي (أثناء العملية التعليمية ) ويهدف إلى تزويد الأساتذة و الطلاب بتغذية راجعة مستمرة عن مدى تعلم الطلاب و مدى تحقق الأهداف السلوكية أولا بأول.
3. التقويم التشخيصي العلاجي ويكون أثناء عملية التعليم و التعلم لتصحيح و تعديل المسار.
4. التقويم النهائي ( في نهاية العملية التعليمية ) ويهدف إلى تزويد الأساتذة و الطلاب بمعلومات عن مدى تحقق الأهداف التعليمية. [1]،[2]
ويأتي التقويم في التعلم الالكتروني ليسهل على الأساتذة التواصل والتفاعل مع طلابهم عبر أساليب تقويم متعددة تتميز بتقديم تغذية راجعة وفورية لتعلم الطلاب، وهذا ما سنعرضه في هذه الوحدة المعرفية.

المقصود بتقويم الطلاب في التعلم الالكتروني:

يعتقد كثيرون أن مفهوم تقويم الطلاب يعني إعطاء درجة أو علامة Grade أو تقدير (ممتاز، جيد جدا، جيد ...) للطالب على أدائه في اختبار أو عدة اختبارات. ولكن التقويم يعني إصدار حكم على الأشياء في ضوء استخدام محكات أو معايير معينة، وهو عملية يتم من خلالها إعطاء قيمة محددة لشيء ما.
وأما تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني فيقصد به جمع معلومات عن تحصيل تعلم الطالب (كمي وكيفي) لمحتوى معين، وتزويد الطالب والأستاذ بتغذية راجعة عن التحصيل بهدف تحسين عملية التعليم والتعلم. ويتم بواسطة تقنيات الحاسب الآلي وشبكاته.[1]، [3]

مزايا تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني:

1. سهولة إعداد الأسئلة والمهام والتكاليف، حيث يمكن للأستاذ:
أ) إعداد الاختبارات والتكليفات في دقائق معدودة من خلال الاستعانة ببنك الأسئلة وقوائم التكليفات.
ب) إجراء تعديلات في أسئلة الاختبارات أو مهام التكليفات.
ج) إعداد اختبارات وتكليفات خاصة تتناسب مع خصائص بعض الطلاب.
2. مرونة التطبيق ــ في أي وقت وأي مكان.
3. تنوع أسئلة الاختبارات ومهام التكليفات.
4. سرعة تقديم التغذية الراجعة وتنوعها.
5. سرعة وسهولة التصحيح ورصد النتائج واستدعاؤها.
6. توفر الموضوعية في التصحيح؛ لأنه يتم آليًا وبناءً على معايير محددة مما يقلل إلى حد كبير الخطأ البشري.
7. توفر الخصوصية في التصحيح؛ لأنه لا يطلع عليها إلا الأشخاص المصرح لهم فقط.[3]

أساليب تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني:

تختلف أساليب التقويم وتتنوع من جهة إلى أخرى، ولكن يبقى أن تقويم الطلاب أمر مهم، فهذه جامعة انديرا غاندي (http://www.ignou.ac.in/) والتي تعتبر من الجامعات الرائدة في مجال التعلم الالكتروني , حيث تم استحداثها بقانون أجازه البرلمان الهندي، يخضع الطلبة فيها للتقويم المستمر عن طريق الواجبات التحررية والعملية والمشاريع والامتحان النصفي والنهائي.[4]

وهناك أساليب متعددة لتقويم الطلاب في التعلم الالكتروني نستعرض أهمها فيما يلي:

أولاً/ الاختبارات الإلكترونية (E-Test):

تهتم بأداء الطالب كسلوك ناتج عن كسب معرفي أو مهاري حققه بعد فترة تعلم في المواقف التعليمية. ويستطيع الأستاذ إنشاء بنك الاختبارات الذي يتكون من عدة أنواع من الأسئلة، ومنها:
1. الاختيار من متعدد.
2. الصواب والخطأ (True & False).
3. المزاوجة (Matching).
4. ملء الفراغات.
5. إعادة الترتيب (Ranking).

ويمكن إنشاء اختبارات ذاتية إما بتحديد وقت أو بدون تحديد للوقت، ويقوم نظام مودل مثلاً بالتصحيح وتسجيل الدرجات آلياً حسب المعايير التي يحددها الأستاذ لأسئلة الاختيار من متعدد أو الصواب والخطأ أو الأسئلة ذات الإجابة القصيرة كما في الشكل التالي:

شكل 1
ويتم تخزين درجات الطالب في جداول خاصة. كما يمكنه إرسال الاختبار عبر البريد الإلكتروني الخاص بالطالب، وتحديد موعد إنزال الاختبار في موقع الطالب وموعد انتهاؤه، ويمكن إرسال النتيجة عبر البريد الإلكتروني أو يطلع عليها الطالب في موقعه. ويستطيع الأستاذ إنشاء بنك لأسئلة الاختبارات.[4]،[5]

رابط لمقطع فيديو يوضح نوع من الاختبارات الالكترونية

رابط لمقطع فيديو يوضح نوع من الاختبارات الالكترونية

ثانيًا/ الاختبارات القصيرة الفورية (Web Quizzes):

تطبق في زمن قصير نسبيًا وتقدم تغذية راجعة فورية لتقيس تحصيل الطالب في جزء محدود من المحتوى؛ بمعنى أنها تقيس تحصيل الطالب في درس أو درسين. وأسئلتها من النوع الذي يجاب عنه بسرعة أي من نوع الاختيار من متعدد، والصواب والخطأ، والمزاوجة، ومل الفراغ، ونحو ذلك.
ويمكن أن يطبقها الطالب لذاته لبيان نقاط الضعف في تحصيله ومعالجتها أولاً بأول والحصول على تقويم ذاتي وفوري.

ثالثًا/ الواجبات الفورية (Online Assignments):

يستطيع الأستاذ إرسال الواجبات في شكل ملفات بهيئات متعددة عبر موقع الكتروني أو البريد الالكتروني. مع تحديد موعد نهاية التسليم بحيث لا يسمح بالتسليم بعده. ويمكن للطالب تحميل إجابته على الموقع كما في الشكل التالي في نظام مودل:

شكل 2
كما يقدم النظام تقريراً بالواجبات المسلمة شاملاً التاريخ والوقت. ومن ثم يقوم الأستاذ بتقييمها وإعطائه درجة، وكتابة التعليقات عليها. ومن الواجبات التي يمكن أن تطلب من الطلاب ما يلي:
1. حل تمارين تخص موضوع معين.
2. كتابة بحث عن معلومة معينة.
3. كتابة مقال طويل في موضوع معين ونشره في الانترنت.
4. كتابة تقرير عن زيارة أو تجوال افتراضي في الانترنت.
5. انجاز مشروع فردي أو تشاركي.
6. إعداد عرض تقديمي عن موضوع ما.

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية عمل واجب على الانترنت في البلاكبورد

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية عمل واجب على الانترنت في البلاكبورد

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية ارسال الطالب للواجب في جامعة الملك خالد بواسطة البلاكبرود

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية إرسال الطالب للواجب في جامعة الملك خالد بواسطة البلاكبورد

رابعًا/ منتديات النقاش التعليمية:

برامج تتيح للطلاب طرح الموضوعات وتبادل المعلومات والمناقشات مع بعضهم أو مع الأساتذة بصورة غير مباشرة، وهي تثري معلومات الطلاب، وتعرف الأستاذ باهتماماتهم وقدراتهم. كما يمكن إنشاء منتديات نقاش خاصة بكل مقرر. ويمكن وضع منتدى لكل مجموعة من الطلاب. ويكون دور الأستاذ متابعة مشاركة الطلاب وتقييمها وعدد مشاركات كل منهم، حيث يتم ربط المشاركة برقم الطالب واسمه الحقيقي.[6]

والشكل التالي يوضح واجهة في نظام مودل لمنتدى الكتروني يمكّن أطراف التعلم من التفاعل مع بعضهم:

شكل 3
image

كما يمكن للأستاذ إضافة ورش عمل (Workshop) لتقويم عمل الطلاب بعضهم البعض ويعتبر الغرض الأساسي منها تقديم أو عرض عمل الطالب لمراجعة زميل له، ضمن إطار عمل منظم ومعايير وأسس يضعها الأستاذ، كما في الشكل التالي:

شكل 4
image

وإذا أراد الطالب التواصل مع أستاذه أو مع زملائه فيمكن استخدام غرف المحادثة (Chat) والتي تعتبر من أهم وسائل التواصل اللحظي كما في الشكل التالي:

شكل 5
image

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية إنشاء محادثة على الانترنت في مودل

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية إنشاء محادثة على الانترنت في مودل

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية عمل مناقشة على الانترنت في البلاكبورد

رابط لمقطع فيديو يوضح كيفية عمل مناقشة على الانترنت في البلاكبورد

خامسًا/ الحقيبة الوثائقية الالكترونية (Electronic Portfolio):

تظهر قدرة الطالب على استخدام المعارف وتطبيقها في مواقف حياتية حقيقية. ولذا فيمكن تعريفها بأنها تجميع متنوع لأفضل الأعمال المنتقاة للطالب خلال فترات متتابعة من دراسته في مقرر دراسي أو مجموعة من المقررات الدراسية، وتختلف مكونات الملف من طالب لآخر حسب فلسفته التربوية في تنظيم الملف.
وتتكون الحقيبة من اعمال كتابية (مقالات، وقصص، وتقارير،...)، وصور ثابتة ومتحركة (أفلام، ومقاطع فيديو، ...)، وصور لعمال فنية (لوحات، وملصقات، ...)، وتسجيلات صوتية، ورسوم بيانية، وعروض تقديمية، وروابط الكترونية. ويمكن نشره على شبكة الإنترنت أو على أسطوانات مدمجة.[3]،[7]

بعض أساليب التقويم في نظام مودل Moodel :

توفر أنظمة إدارة التعلم (LMS) أساليب متعددة في تقويم الطلاب، ومن هذه الانظمة نظام مــودل Moodle، والذي يعتبر أحد أنظمة إدارة التعلم المفتوحة المصدر. ونعرض فيما يلي بعضًا من أساليب التقويم فيه: [4]

1. بناء أجندة المقرر ومتابعة أنشطة الطلاب:

أ) إضافة حدث جديد: يستطيع الأستاذ إضافة أحداث جديدة لكل المقررات الخاصة به بحيث تعتبر هذه الأحداث بمثابة أجندة العمل الخاصة بالمقرر الدراسي كما في الشكل التالي:

شكل 6
image
ب) التقارير: من خلال التقارير يمكن للأستاذ متابعة الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الطلاب داخل المنهج الدراسي ومدى تفاعلهم مع هذه الأنشطة من خلال مراقبة الوقت الذي يقضيه في كل نشاط كما في الشكل التالي:image image image
شكل 7
image

2. طرق التواصل مع الطلاب وبناء الاستفتاءات:

أ) الاستبيان: وهو طرح موضوع من خلال سؤال ووجود عدة إجابات للتصويت على هذا الموضوع وهي تفيد في تقويم مواقف الطلبة حيال التفكير والتعلم كما في الشكل التالي:
شكل 8
ب) الاختيار: وهو اقتراع أو استفتاء سريع، ويسمح للأستاذ بطرح سؤال واحد على شكل سؤال اختيار من متعدد، حيث يقرأ الطلاب السؤال ويختارون الإجابة ( أي يصوتون). ويمكن للأستاذ اختيار متى يرون نتيجة الاقتراع كما في الشكل التالي:

شكل 9

مشاكل تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني:

يواجه تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني بعض المشاكل التي قلّ أن يسلم منها حتى تقويم الطلاب في التعليم التقليدي، كما أنه يمكن الحد منها ومعالجة بعضها من خلال أنظمة الكترونية، وقد يصعب تفادي بعضها الآخر، ونعرض فيما يلي بعض مشاكل تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني:
1. أمن وسرية الأسئلة، ويمكن تفادي هذه المشكلة ببعض برامج الحماية عليها، أو تحميلها قبل موعد الاختبار بقليل.
2. الغش من الآخرين، وقد يصعب تفاديها في التقويم التقليدي فضلا عن الالكتروني، ولكن يمكن استخدام الأسئلة العشوائية عند اختبار الطالب، مع تغيير ترتيب الإجابات لكل سؤال.
3. قيام شخص بالإجابة عن الاختبار منتحلاًَ شخصية آخر، ويمكن تحديد شخصية الطالب الالكترونية مقل التوقيع الالكتروني أو البصمة الالكترونية.

4. تعطل الأجهزة والبرمجيات أثناء الاختبار.


وأخيراً:

إن أفضل وقت لإخبار الطلاب بصحة إجاباتهم من خطئها يكون في الوقت الذي تشتد فيه رغبتهم لمعرفة ذلك، و يكون هذا الوقت في الغالب بعد كتابتهم الإجابة مباشرة. وهذا ما يوفره تقويم الطلاب في التعلم الالكتروني؛ وذلك أنه يوفر تغذية راجعة فورية للطالب. كما أنه يوفر قدراً كبير من التفاعل والتواصل الفوري بين الطلاب والأساتذة مما يحسن العملية التعليمية.[8]

المراجِع

  1. محمد السيد علي ( 2003 ). تطوير المناهج الدراسية من منظور هندسة المنهج، القاهرة: دار الفكر العربي.
  2. التقويم التربوي، مجلة المدرس الالكترونية.
  3. أ..د. حسن زيتون (1426) "رؤية جديدة في التعلم الالكتروني".
  4. حذيفة مازن عبد المجيد (1429)، رسالة مقدمة إلى الأكاديمية العربية في الدنمارك كجزء من متطلبات درجه الماجستير في نظم المعلومات لإدارية بإشراف الدكتور مزهر شعبان العاني.
  5. الغريب زاهر إسماعيل ( 2009 ). المقررات الإلكترونية، تصميمها – إنتاجها – نشرها – تطبيقها – تقويمها، القاهرة: عالم الكتب الفكر العربي.
  6. د. يوسف بن عبد الله العريفي (1424)، التعليم الإلكتروني تقنية واعدة .. وطريقة رائدة، ندوة التعليم الإلكتروني بمدارس الملك فيصل بالرياض.
  7. إسماعيل محمد إسماعيل حسن (2005). ” اتجاهات طالبات كلية التربية بجامعة قطر نحو إعداد ملف الطالب الإلكتروني E-Portfolio واستخدامه في التعليم وآرائهن نحوه”، المؤتمر العلمي العاشر (تكنولوجيا التعليم الإلكتروني والجودة الشاملة)، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم، كلية التربية جامعة عين شمس، 5- 7 يوليو، الجزء الأول، ص 31 – 67.
  8. د. عبدالله الهدلق (1997) بحث بعنوان "الحاسب كوسيلة تعليمية".

هناك تعليقان (2):

محمد بن ابراهيم الحجيلان يقول...

جهد حقيقة رائع و معلومات قيمة كقيمة بحث او تقرير هام.

عبدالعزيز الطيار يقول...

موضوع مميز يامحمد كما هو تميزفي هذا الدبلوم فعلا نحن بحاجه الى استغلال التقنية بما يتناسب مع خدمة التعليم لأننا نشهد تطور تقني وبدون مبالغة يعتبر شبة يومي فلابد من تسخيرة من اجل خدمة المعلم والطالب ونحن كا أمنا مصادر تعلم يجب أن تكون لدينا المهارة اللازمه من اجل ايصالها للمعلم .

شاكر لك وتقبل احترامي