الجمعة، 31 ديسمبر 2010

التعليم الإلكتروني بين التربويين والتقنيين


يسود العالم المعاصر موجة من النشاط التقني القائم على نشاط علمي مكثف، وصلت به إلى حد الثورة التقنية التي شملت جميع ميادين الحياة على كوكب الأرض بل تعدت ذلك إلى كواكب أخرى في هذا الكون الفسيح، مما دفع عدداً من العلماء إلى تسمية هذا العصر الذي نعيشه الآن بـ"عصر التقنية المعلوماتية".
ويعتبر التعليم الإلكتروني من الاتجاهات التربوية والتقنية التي أحدثت وستُحدث تغيرات مستقبلية إيجابية في مجال التربية والتعليم، وستؤثر على كثير من المسلمات القديمة في المفاهيم والأفكار التربوية والتعليمية، مما دفع الدول الكبرى أن تنفق الكثير من الأموال في سبيل الاستفادة منه، إذ تشير الإحصائيات إلى أن حجم سوق التعليم الإلكتروني في العالم يقدر بأكثر من (11) مليار دولار سنوياً تتركز نسبة ما بين (60-70%) منها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدّر حجم الإنفاق العربي على التعليم الإلكتروني خلال الأعوام القليلة الماضية بـ(15) مليون دولار، ومن المتوقع أن يرتفع إلى (50-60) مليون خلال العامين القادمين. وفي محيط الدول العربية تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول العربية من حيث الإنفاق والاستثمار في مجال التعليم الإلكتروني، حيث أن حجم سوق التعليم الإلكتروني فيها بلغ نحو (6) ملايين دولار أمريكي خلال عام 2003م ومن المتوقع أن يزيد إنفاقها خلال السنوات الخمس القادمة ليصل إلى (24) مليون دولار بنهاية عام 2008م.
ويُعرّف التعليم الإلكتروني بأنه: طريقة التعليم والتعلم باستخدام الوسائط الإلكترونية في عملية نقل وإيصال المعلومات بين المعلم والمتعلم مثل الحواسيب والشبكات، والوسائط مثل الصوت والصورة، ورسومات، والمكتبات الإلكترونية، والإنترنت وغيرها. وقد يكون هذا الاستخدام بسيطاً كاستخدام هذه الوسائل الإلكترونية في عرض ومناقشة المعلومات داخل القاعات، وقد يتعداه إلى ما يسمى بالفصول الافتراضية التي تتم فيها العملية التعليمية من خلال تقنيات الشبكات والفيديو وغيرها، وهو ما يعرف اصطلاحاً بالتعليم الإلكتروني عن بُعد.
وبالنظر إلى هذا المصطلح الجديد –التعليم الإلكتروني- نجد أنه يتكون من شقين أساسين هما: الجانب التربوي والتعليمي، والجانب الإلكتروني –التقني-، ونتيجة لهذا التكوين (تعليمي-تربوي، إلكتروني- تقني) وأسباب أخرى تنافست فئتان هما: فئة التربويين، وفئة التقنيين على أيهما أحق بالتعليم الإلكتروني وأيهما الأقرب؟ وأدى هذا التنافس إلى تحدٍ أمام تطور وتقدم هذا المجال الحيوي وخصوصاً في البلاد العربية.
ونظراً لزيادة انفتاح القطاعات التربوية والتعليمية العالمية والمحلية على مجال التعليم الإلكتروني، ولما يترتب على تحديد المهام وتوضيح المسار للعاملين في مجال التعليم الإلكتروني كلٌ في تخصصه، ولما يحققه ذلك من تقدم وتطور لهذه التقنية الحديثة، يحاول هذا المقال العلمي الإجابة عن السؤال التالي:

ما مهام التربويين والتقنيين في التعليم الإلكتروني؟

أدوار التربويين في التعليم الإلكتروني:
التربوي هو ذلك الإنسان المتخصص في أحد المجالات التربوية، ويحمل مؤهلاً تربوياً (بكالوريوس، أو ماجستير، أو دكتوراه) أو أكثر من مؤهل تربوي، ويعمل في أحد المؤسسات التربوية (حكومية أو أهلية). ويمكن أن تتمثل أهم مهامه في التعليم الإلكتروني فيما يلي:
- تحديد الأهداف التربوية المنشودة من برنامج التعليم الإلكتروني.
- تحديد الفئات المستهدفة من برنامج التعليم الإلكتروني.
- تحديد خصائص الفئة المستهدفة: العلمية، والعقلية، والاجتماعية، والفكرية...الخ.
- تحديد المحتوى التعليمي المراد تعليمه وتعلمه من خلال برنامج التعليم الإلكتروني.
- التصميم المنطقي للمحتوى التعليمي بشكل يسمح بتسلسل المعلومات بشكل متراكم ومتتابع بحيث يبدأ من البسيط إلى المركب، ومن المحسوس إلى المجرد...الخ.
- توثيق المادة العلمية في المحتوى التعليمي بذكر المراجع التي اشتقت منها هذه المادة.
- اقتراح وإعداد طرق تقويم تحصيل الطلاب في برنامج التعليم الإلكتروني.
- وضع واجبات منزلية ضمن البرنامج الإلكتروني، ومطالبة المتعلم بها وإرسالها الكترونياً.
- تهيئة البيئة التعليمية المناسبة للتعلم، سواءً كان التعليم الإلكتروني يتم داخل الفصل الدراسي أو المدرسة أو المنزل.
- متابعة سير الطلاب وتفاعلهم في التعلم والتعليم خلال برنامج التعليم الإلكتروني.
- إدارة العملية التعليمية في التعليم الإلكتروني بضبطها والتأكد من سيرها في الاتجاه الذي يحقق أهداف البرنامج.
- تشجيع الطلاب على التفاعل في العملية التعليمية وتعزيز استجاباتهم.
- تقويم التحصيل العلمي للمتعلمين في برنامج التعليم الإلكتروني.
- تقويم برنامج التعليم الإلكتروني خلال فترات متلاحقة، ومعالجة الأخطاء واقتراح التعديلات المطلوبة.
- تحديث المادة العلمية في المحتوى التعليمي بشكل دوري.
- نشر ثقافة التعليم الإلكتروني في المجتمع وإعطاء مفهوم أوسع للتقنية الإلكترونية.

مهام التقنيين في التعليم الإلكتروني:
التقني هو ذلك الإنسان المتخصص في أحد المجالات التقنية –الإلكترونية-، ويحمل مؤهلاً تقنياً (بكالوريوس، أو ماجستير، أو دكتوراه) أو أكثر من مؤهل تقني، ويعمل في أحد المؤسسات التقنية (حكومية، أو أهلية). ويمكن أن تتمثل أهم مهامه في التعليم الإلكتروني فيما يلي:
- تحديد قيمة التكاليف المادية (المالية) المتوقعة من استخدام التعليم الإلكتروني في التعليم.
- اقتراح وتحديد البرنامج الأكثر مناسبة والذي سيتم عليه تنفيذ برنامج التعليم الإلكتروني.
- تحديد الخصائص الفنية والتقنية اللازمة للتجهيزات التقنية المستخدمة في برنامج التعليم الإلكتروني.
- تحويل المحتوى العلمي (المكتوب) إلى محتوى علمي إلكتروني، بناءً على التصميم الذي قام به التربوي للمحتوى.
- توفير عناصر التشويق والإثارة والتفاعل في برنامج التعليم الإلكتروني المستخدم.
- العمل على التطوير المستمر للتجهيزات التقنية المستخدمة في برنامج التعليم الإلكتروني.
- التأكد الدائم من إمكانية تفاعل المتعلم مع برنامج التعليم الإلكتروني.
- توفير الخصوصية والسرية للتعليم الإلكتروني، وذلك من خلال توفير مرشحات لمنع الاتصالات غير المرغوبة وكذلك تحديد محيط الاتصال.
- تجهيز البيئة التقنية داخل معامل الحاسب الآلي والفصول الإلكترونية.

التربويون والتقنيون في التعليم الإلكتروني:
مع ما يتميز به التربوي والتقني من صفات تميز كل منهما عن الآخر إلا أنه يمكن أن تتوافر في الشخص الواحد المؤهلات التربوية والمؤهلات التقنية-الإلكترونية-، عند ذلك يمكن لهذا الإنسان أن يقوم بجميع المهام المطلوبة في التعليم الإلكتروني، فيقوم بدور التربوي والتقني، ويمكنه الاستعانة بأحدهما أوكليهما عند الحاجة.
ويمكن السير في هذا الاتجاه الحديث من الناحية الأكاديمية بإعداد الطلاب في الجامعات والكليات التربوية بفتح مسارات جديدة للتعليم الإلكتروني يكون المتخرج منها مؤهلاً تربوياً وتقنياً، إما بإعادة توجيه بعض المسارات في كليات التربية أو فتح مسارات تربوية جديدة لتتضمن التعليم الإلكتروني نظرياً وعملياً.


المصدر


هناك تعليق واحد:

وليد المعيلي يقول...

حديث جميل ولكن للأسف من خلال الزيارات الميدانية للمدارس التي يقال أنها الكترونية التي نفذت في الأسابيع السابقة لم نجد تطبيق فعلي لآلية التعليم الإلكتروني
فليس التعليم افلكتروني هو وجود سبورة تفاعلية وأجهزة الكترونية أخرى
ولكنه أبعد من ذلك في التطبيق.