الجمعة، 31 ديسمبر 2010

الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم

--------------------------------------------------------------------------------




بما أن فلسفة التعليم حاليا تتجه نحو التعليم المتمحور حول الطالب الذي يجعل الطالب ديناميكياً في عملية التعلم ،ولأجل تحقيق ذلك كان الاهتمام بتطوير التعليم في كل جوانبه وخاصة فيما يتعلق بتكنولوجيا التعليم .
وبما أن الوسائل التعليمية جزء لا يتجزأ من أي نظام تعليمي لذلك أصبح الاعتماد عليها ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم.

ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة ،فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاًَ في الآونة الأخيرة ، ولذلك تعددت تعريفاتها وأطلق عليها المربون مسميات عدَة منها : وسائل الإيضاح/ الوسائل البصرية / الوسائل السمعية / الوسائل المعينة .

إلا أنه يعاب على تلك المسميات إنها توحي بأن الوسائل التعليمية من الكماليات في العملية التعليمية ويمكن الاستغناء عنها، كما أن وظائفها محدودة للغاية، أي لا تشكل ركنا رئيسيا في استراتيجيات التدريس .


ونظراَ لأهمية الوسيلة ودورها الفاعل وإسهامها الملحوظ في تحسين عملية التعليم والتعلم وانطلاقا من التقصير الملاحظ على المعلمين في استخدام الوسيلة التعليمية وتوظيفها جاءت فكرة هذا البحث المتواضع لتذكير المعلم بأهمية الوسيلة وتوضيح كيفية تفعيلها بالشكل السليم والقواعد التي يجب أن يراعيها عند استخدام الوسيلة. , و سوف أتناول في هذا البحث العناصر الآتية :


1- تعريف الوسائل التعليمية
2- الفرق بين الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم ومصادر التعلم .
3- أهمية الوسائل التعليمية ودورها في تحسين عملية التعليم والتعلم
4- أنواع الوسائل التعليمية
5- أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية
6- الخصائص المميزة لوسائل الاتصال التعليمية
7- قواعد اختيار الوسائل التعليمية
8- دور الموجه التربوي في تطوير تقنيات التعليم .

تعريف الوسيلة التعليمية :

تطور مفهوم الوسيلة التعليمية بتطور دورها في العملية التعليمية، ويرى التربويون أن أفضل تعريف لها هو :

هي قنوات الاتصال التي يمكن للمعلم عن طريقها نقل الرسالة (محتوى المادة الدراسية ) بجوانبها الثلاثة (المعرفي والنفس حركي والوجداني ) من المرسل وهو (المعلم ) إلى المستقبل وهو (المتعلم) بأقل جهد ممكن وفي أقصر وقت وبأوضح ما يمكن وبأقل تكلفة ممكنة . 1
كما أنها تعرَف بأنها أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم , وتقصير مدَتها وشرح الأفكار وتدريب التلاميذ على المهارات وغرس العادات الحسنة في نفوسهم والاتجاهات الإيجابية نحو النعلم بهدف الوصول إلى الحقائق العلمية الصحيحة .

الفرق بين الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم ومصادر التعلم :

يخلط البعض بين مفهومي الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم،لكن الفرق بينهما كبير جداً حيث أن المفهوم الثاني أشمل وأعم ، ويمكن حصر الفروق بينهما في النقاط الآتية:

1- الوسائل التعليمية عبارة عن أدوات وتجهيزات وآلات ومعدات معينة للمعلم ،بينما تكنولوجيا التعليم عبارة عن منظومة متكاملة تضم ( الإنسان ، الآراء ، الأفكار، أساليب العمل، الآلة، الإدارة ) تعمل جميعها لرفع كفاءة العملية التعليمية .

2- الوسائل التعليمية جزء لا يتجزأ من استراتيجيات التدريس وهي عنصر من عناصر منظومة تعليمية شاملة، بينما تكنولوجيا التعليم هي أسلوب عمل جديد وطريقة في التفكير وحل المشكلات كما أنها تعتمد على التخطيط والبرمجة. 2


أما بالنسبة لمصطلح مصادر التعلم يمكن تعريفه على النحو التالي :

مركز مصادر التعلم هو مكان يتم فيه تيسير التعليم الفردي والجماعي بمايتيحه للطالب من الاطلاع أو الاستماع أو المشاهدة وبما يوفره من بيئة صالحة لتوجيه العملية التعليمية التي يتم تصميمها وتنفيذها وتقييمها في ضوء أهداف تعليمية .
ويتصمن مركز مصادر التعلم : قوى بشرية , ووسائط تعليمية متنوعة منها التقليدية أو غير التقليدية , وأجهزة ومعدات, وذلك من أجل تحقيق أهدافه . 3


دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم
يمكن للوسائل التعليمية أن تلعب دورا هاما في النظام التعليمي. ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحا في المجتمعات التي نشأ فيها هذا العلم ,كما يدل على ذلك النمو المفاهيمي للمجال من جهة والمساهمات العديدة لتقنية التعليم في برامج التعليم والتدريب كما تشير إلى ذلك أدبيات المجال, إلا أن هذا الدور في مجتمعاتنا العربية عموما لا يتعدى الاستخدام التقليدي لبعض الوسائل دون التأثير المباشر في عملية التعليم وافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الذي يؤكد عليه المفهوم المعاصر لتقنية التعليم .
ويمكن أن نلخص الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم بما يلي :
أولاً: إثراء التعليم :
أوضحت الدراسات والأبحاث منذ حركة التعليم السمعي والبصري ومروراً بالعقود التالية أن الوسائل التعليمية تلعب دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة .
إن هذا الدور للوسائل التعليمية يعيد التأكيد على نتائج الأبحاث حول أهمية الوسائل التعليمية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية ولاريب أن هذا الدور تضاعف حاليا بسبب التطورات التقنية المتلاحقة التي جعلت من البيئة المحيطة بالمدرسة تشكل تحدياً لأساليب التعليم والتعلم المدرسية لما هذه البيئة من اتصالات متنوعة تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة .
ثانياً : تساعد على استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجته للتعلم:
يأخذ التلميذ من خلال استخدام الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقيق أهدافه , وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها .
ثالثاً : تساعد على زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم :
يمكن إدراك هذا الدور في إطار العصر الذي نعيش فيه وهو عصر يتسم بالتعقيد وسرعة التغير, ومن أجل تربية جيل قادر على تطوير الواقع العملي مستفيداً في ذلك بالعلم والتكنولوجيا الحديثة لا بدّ من تعريض التلميذ إلى خبرات تبعد كثيرا أو قليلا عن خبراته اليومية. ومن هنا يلزم الاستعانة بوسائل توفر مثل هذه الخبرات اللازمة لتتبع التقدم الحضاري والعلمي .

ليست هناك تعليقات: