يواجه المعلم في نشاط التربية والتعليم المعاصرة العديد من التحديات التي تؤثر في نشاطه التعليمي، ويتمثل التحدي الأكبر للمعلم أثناء الخدمة أن يكون قادراً على مواكبة شتى المتغيرات في عصر يتميز بتسارع الخُطى في العلوم والتقنية، التي تُغير كثيراً من أنماط الحياة، فيحتاج المعلم إلى مهارات متجددة لملاحقة هذه المتغيرات، مهارات لا تكتسب بالمصادفة، ولا يمكن اكتسابها بدراسة برنامج ما، بل بدراسة سلسلة متكاملة وشاملة من برامج التنمية المستمرة، التي تعتمد على التخطيط العلمي، ولابد لبرامج تنمية المعلم أن تكون منطلقات لتكوين مهارات جديدة لهذا النمو الذي لا غنى له عنه للرفع من مستوى مخرجات التعليم. كما أن نجاح الرسالة التربوية والتعليمية في أي مؤسسة تعليمية مرهون بقدرة المعلم على تأدية رسالته بفعالية، ومن ثم يساهم في تنمية الإطار المعرفي والمهاراتي في الطلاب، الأمر الذي ينعكس أثره بشكل مباشر على المجتمع وعلى مكوناته المختلفة وصولاً لتطوره ولحاقه بركب الحضارة الإنسانية المطرد، والمتمثل في العولمة وما صاحبها من تطور تقني وثورة معلوماتية. ويتسم العصر الذي نعيش فيه بتزايد الاعتماد على المعلومات بصورة أو بأخرى، ويطلق بعضهم عليه "عصر المعلوماتية"، والمعلوماتية بما تتيحه من تبادل المعارف والخبرات وتفاعلها سوف تجعل تسارع الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية متزايداً، وسوف يكون التغير تغيراً أساسياً ما يجعل الفجوة بين من يبدع ومن لا يستطيع أن يبدع في اتساع مستمر.
وقد برزت العديد من التحديات التي قد تواجه دول العالم النامي في عصر العولمة، ويتضح ذلك في ظهور المعطيات الجديدة في عملية التربية والتعليم التي تتطلب فكراَ متجدداَ ومهارات وآليات جديدة للتعامل معها لمجاراة الثورة العلمية والمعلوماتية المصاحبة للتطور التقني للتفاعل مع العولمة وفق مبادئها وأدواتها ومن ثم فهم كيفية التعامل معها تربوياَ لاستثمارها في الجانب التعليمي.
ومما لاشك فيه إن إدراك إبعاد المشكلات التي قد تواجه المعلم السعودي في المجالين التقني والمعرفي سوف يسهم في رفع كفاءة أدائه، وتجعله قادراَ على تحقيق الأهداف العامة للتربية والتعليم بفاعلية في ظل مجتمع معلوماتي متطور، ولكي يتمكن النظام التعليمي في المملكة من مواجهة تحديات العولمة المعاصرة لابد من إعطاء المعلم أولوية العناية والاهتمام اختياراً وإعداداً، وتدريباً لغرض الرفع من مستواه، والعمل على مساعدته في تحقيق التفاعل اللازم والتكيف المطلوب مع المستجدات المعاصر।
بقلم :خالد بن صقر الدندني باحث - جامعة الملك سعود
هناك تعليق واحد:
أتوقع أننا نستطيع أن نصنع المعلم الذي نريده في عصر العولمة بطرق منها
1) التثقيف وإمداد المعلم بالمستحدثات التقنيةعلماً ومادة.
2)الدورات التدريبية المنتقاةوالفاعلة
وإلا فإن عجلة التطور تسير بخطى وااااااااسعة
إرسال تعليق